tamer


سجينة أنت في أفكارك ...
تنفذين عقوبة الزواج !!!
خلف القضبان .
تنفذينها كعقوبة انفرادية ...
فقد صدر الحكم بحبسك ..
في مسكن الزوجية !!!
صحبة الزوج السجان ..
وصدر الحكم في صورته الرسمية ..
بالسجن المؤبد ..
مدي الحياة !!
ووقع الحكم مأذوناً ..
ووكيلاً .. وشاهدان .
وهكذا ..
زفت عروستي الذهبية ..
وسط الشموع .. والورود ..
والأصفاد الحديدية !!
إلي مثواها الأخير ..
إلي حيث حجرة النوم ..
والسرير !!!!!
****
في السجون العمومية ..
يوضع الأشقياء في الأغلال ...
وفي مسكن الزوجية ..
توضع زوجتي رهن الاعتقال ..
أعاقبها يومياً .. بالتقبيل !!!
فتبكي من هول العقاب ..
وفي المساء ..
يصدر بشأنها حكم الإعدام ..
فتنفذه حرفياً ...
قبل أن تنام !!!!!
****
تعاقب زوجتي .. بمعسول الكلام !!
أعاقبها .. بحديث العشق والهيام !!!
ويشتد غضبي ..
فأمنعها من أعبائها اليومية ...
وأريحها من أعمالها المنزلية !!!
وأطارحها الغرام ..
فالمح في عينيها دموع العذاب ..
أعانقها ..
فتشعر باشتداد العقاب !!!
ويشتد العناق ..
فتصرخ ألما ..
تنادي بحقها ..
في العفو ..
وحقها في الفراق !!!
****
في السجون المركزية ..
يحصي النزلاء الساعات ..
والأيام ..
يرقبون امراً بالإفراج ..
امراً بالحرية ...
وفي عش الزوجية ..
تدعو زوجتي الله علي الدوام ..
أن ينتهي عنها هذا الزواج ..
كي تستريح من الآلام !!!
وتنحل عنها أصفاد العبودية ..
بورقة الطلاق الرسمية !!!ِ
tamer

ستظل تلعق الثري ....
 حتي تتخم 
ستظل في عوالم الدخان .. 
فلن تعود ..
مقدورك يا كهلي الاشيب ..
.. ان تتوحد 
فكل الاشياء والاضداد .. ...
سواء .. 
ان تمتزج الذرات ..
وترقص محمومة ..
ان تبقي في جسدك .. 
حتي تتعفن ..
فدمائك يا كهلي ...
مسمومة ..
والشعر الابيض يزحف ..
ليفوز برأسك ..
والاسقام تسعي..
 تدخل جسدك ..
تأكل منك الاحلام ..
 والاوقات ..
تأكل البقايا منك..
 والفتات ..
تأكلك .. حتي تنهيك ..
تفنيك ..
فلا يبق ذكرك ..
وحين تغمض عينيك الي الابد..
سينسي الجميع امرك .!!!


tamer


اتسأل كل صباح …
عن بعض المعاني ..
والاشياء …
تلك التي مرت امامي
امام عيني ..
ومن خلفي ..
من الوراء ..
وحين اذهب للاستحمام..
وافتح الصنبور ..
ينسكب الماء الدامي علي يدي ..
فانظر في اهتمام ..
اغلق الصنبور ..
واسير في اعياء ..
لارتدي سترتي ..
ورابطة عنقي ..
والحذاء .

اسير في الشارع المظلم الطويل ..
لأجد بعض الصغار ..
يحصون قروش يومهم القليلة ..
يجلسون ..في سعادة ..
يقتسمون شطيرة
جادت بها احدي النسوة ..
في اخر النهار ..
تسقط من الاعياء طفلة ..
جدلت من شعرها ضفيرة ..
تحملها الاكف الصغيرة ..
في اخر الحارة القديمة ..
الي بيتها الصغير ..
وبعد نصف ساعة ..
يأتون ..
يخرجون
يحملون الوجه الناعم ذو الجديلة ..
الي مثواه الاخير

عبثاً .. حاولت افهامهك ..
انني لن اكون قيصر .. او الاسكندر ..
او كسري ..
فانا كلما جالت عيني .
بمرأتك ..
اري خلفي الاف الوجوة
..  تملؤها الحسرة !!!
tamer

" دنيا" ... تلك التي ماتت في بداية عمرها



اسمها   .. دنيا
عمرها في الدنيا .. خمسة سنوات بالكاد ..
هل رأيتها من قبل ...
هل صادفتك مادة يدها اليك طالبة منك شراء باكو مناديل ...
او طلبت منك ربع جنيه لتتناول افطارها ..
هل تذكر ماذا قلت لها عندئذاً ؟!!!
ارجو ان تتذكر جيداً ماذا قلت ..
لانك لن تراها بعد ذلك ابداً ..
يؤسفني ان ابلغك انها ماتت ..
قتلت ..!!!!
لا .. لم تصدمها سيارة مسرعة .. وتهرب !!!
ولم تمت  ايضاً بمرض لم تجد له شفاء ...!!
ولم تمت بأي وسيلة يمكن ان يتفق عنها ذهنك ..
والان ..
هل يمكن ان نصدق ونمنع اعيننا من البكاء ..
 اذا ما علمنا ان ذلك الملاك الصغير ماتت من التعذيب والضرب !!!!
هل يمكن لنا ان نصدق ان جسد هذه الصغيرة ممزق من اثار الضرب الوحشي وحرق السجائر والماء المغلي !!!!
هل يمكن لنا ان نصدق ان ثمة انواع اخر من الاعتداء الوحشي عليها قد تم حتي انها ظلت في غيبوبة بالعناية المركزة ثلاثة ايام كاملة حتي جادت باخر انفاسها ...
اسمحوا لي ...
هناك تحقيق يجري في الامر ..
وهناك متهم ..
وهناك ام هاربة نخرت حقن "الكيف" اوردتها ..
وهناك وكيل نيابة .. ورئيس نيابة متحمسان للقصاص من قاتلها مهما حدث ..
هناك اشياء كثيرة .. سوف تحدث بإذن الله تعالي في الايام القادمة ...
" دنيا" ..
يا ابنتي الصغيرة التي لم القاها في هذة الدنيا .. احاول ان الا اهدر حقك .. احاول ـ ومعي شرفاء كثيرون ـ ان نثأر من قاتلك ..
نحاول ان نبدو كالرجال .. لا اشباه الرجال ..
اقسم بالله اني احببتك منذ اللحظة التي رويت فيها قصتك داخل مكتبي ..
واحببتك منذ سطر اول حرف في محضرك بنيابة السلام ..
واحبك كلما تذكرتك بوجهك الضاحك ..
وعينيك .. وابتسامتك ..
في صورتك اعلي الموضوع ..
اللهم اسكنها فسيح جناتك واجعلها مع السفرة الكرام البررة ..
واجعلنا ـ يارب ـ رجالاً الي اخر المدي

... ساوافيكم بالاخبار اول باول ..
ـ واسمحوا لي ان اطلب من كل من يقرأ تلك السطور ان يضع صورة "دنيا" بمدونته ..
 بصفحته علي الفيس بوك ..
بقلبه ..
 حتي تظل باقية امامه ..
واكتبوا لها بضعة اسطر ..
اسطر قليلة ..
نمحو بها كل العجز .. والعنه الذي بداخل صدورنا ..
ودعواتكم الكريمة بالظفر من قاتل دنيا .
tamer

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
الاخوة والاخوات الاعزاء ...

ـ بعد فترة توقف اجبارية دامت فترة ـ لحسن الحظ ـ قليلة نسبياً ..
اعود لاواصل التدوين ..
بدأت الكتابة .. واستعنت بالله .. وجلست اعبث بازرار الكيبورد ..
لكني لم استطع كتابة سطر من ثلاث كلمات قبل ان اقوم بمحو ما اكتبه ..
كلما بدأت الكتابة طالعتني صور غريبة تراصت امام عيني صور كثيرة..
صور القهر .. والظلم .. والمعاناة التي عاناها المصريون طويلاً ..
ربما ..
صور المليارات المنهوبة من اموالنا الي بنوك سويسرا السعيدة ..
ربما ..
صور شهداء الثورة وجرحاها ... ربما ..
لكن كانت الصورة الاكثر ظهوراً هي صورة ام هشام !!!!
" ام هشام "
ولمن لا يعرف ام هشام ...
هي امرأة بسيطة .. لم يكن يعنيها الفساد الذي اطاح بزوجها في حادث سيارة فر صاحبها
ولم تعثر علي قائدها قط !!!
ولا في ستة اطفال اكبرهم خمسة عشر عاماً مات عائلهم وقرروا النزول للعمل ، فحرموا من حياة الطفولة ..
وحظوا بتعليقات المارة السخيفة اثناء بيعهم لعلب المناديل في اشارات المرور ...
واصبحت لعبتهم الوحيدة الجري من مخبري الشرطة ومحاولة الافلات منهم !!!!!
ـ يحملون اخر النهار قروشهم القليلة ليضعوها في " حجر " امهم ... لسداد قيمة ايجار الحجرة المؤجرة لهم قانون جديد ...
تحمل ملامحهم سمت الطفل حين يكبر قبل اوانه !!!!
هل تعرفون ام هشام ؟!!!
هل تعرفون اطفالها ... حين ينظرون اليكم من وراء زجاج السيارة الذي حرصتم ان تغلقوه خوفاً من السرقة !!!
وهم يرسمون علي وجوههم علامات الاستعطاف .. عسي ان يحظوا من السادة ببعض القروش ..
.. هل شاهدتموهم وهم يلتفون في حلقة يأكلون بقايا علبة كشري او شطيرة القاها احدهم من نافذة سيارته ؟!!
بالامس ...
قررت ام هشام ان تتوقف عن البكاء .. والسؤال ... ولم فلوس الايجار ...
قررت ان ترتاح من الالام كثيرة ، ليس السرطان بأكثرها ..
قررت ام هشام ان تستسلم .. وتغمض عينيها وتموت !!!!
ـ وبعد ان قرر سكان الحي الذين ملئتهم الشهامة ان يتبرعوا لها باجراءات تجهيزها ودفنها والصلاة عليها ..
وبعد ان عدنا من اجراءات الدفن .. شاعرين باننا فعلنا كل ما في وسعنا ..
بل وجلس بعضنا يحصي في سعادة الحسنات التي سيحصل عليها من الله لهذا العمل التطوعي ...
شاهدت ثلاثة من ابنائها الصغار ...
يلعبون امام باب الحجرة !!!!
ربما ظنوا ان اليوم .. هو يوم استثنائي مسموح لهم فيه باللعب !!!!!
بكيت .. رغم طبيعتي الصعيدية ...
ولم ادري هل يمكن لنا ان نكفل لام هشام اطفالها ؟!!!
هل يمكن ان نتبسم في وجوههم حين نراهم في الشارع ؟!!!
هل يمكن لاولادنا ان يلعبوا معهم ؟؟!!!
ان نعلمهم ؟؟!! ان نربيهم ؟!!!
الا نأخذ منهم ايجار الشهر ؟!!!
ان نتقرب بمحبتهم من الله ؟!!!!
اذا كانت الثورة قد غيرت فينا الكثير ..
فلا اقل من ان نغير بعض الاشياء التي تحتاج للتغير بداخلنا ..
اللهم ارحم ام هشام ..
واجعلنا نرحم ابنائها

tamer
حين جلست امام هذا الشخص الوحيد في العالم .. ذاك الذي جبلت علي محبته ..اصارع نفسي .. فبين المستحيل المطلق اتخبط غير مصدق اهذه هي ؟!!!!
اهذه الحانيه ... العطوفة .... ملاك المحبة ؟!!!واثناء تساؤلي ... راحت خيوط النبؤة الرابعة .. تتجسد في عقلي بعنف .. وتدوي بداخلي ....

" قدرك جاوزك ..
وكتب عليك ..
لن تهرب منه ...
فلا تيأس ... حتي من اليأس ...
حين تجري بخطيئتك ...
يخشاك الجمع ...
انفاسك طفلاً مذعوراً ..
عاري الجذع ...
يهرب من امس ..
من غضب الناس ...
وغضب الرب !!
وحين يلقي امه .. بعيداًً ..
يهوي برأسة نحوها ...
سعيداً ..
محتمياً .. من الايام ...
والدنيا ...
والبأس ....
يشعر بالامان ...
يشعر بالحنان ...
وحين يغمض عينيه ..
قريراً ...
يهوي النصل البارد ...
يقطع ...
ما بين الصدر ...
وبين الرأس !!!!
النصل البارد يضحك ...
وتضحك معه الام ...
تتصاعد اصواتاً .. حولك ..
ويجبش بقلبك ..
لحظة خوف ...
تحمل الرأس الصغير ..
تدفنها بداخل نفسك ...
فلم تعد...
 تثق حتي بالارض ...
وحين تغمض عينيك الي الابد ...
سينسي الجميع امرك "
tamer
 تساؤلات خارج حدود المنطق  2

لماذا ...
حين تشتعل بداخلي الرغبة ...
اراك حبيبتي ..
دمية رطبة ؟!!!
وحين اهم بمعانقتك ...
تنطفئ جذوة النشوة ...
فتسقط كل الفواصل ...
وتسقط حدود الواقع ....
علي شواطئ الاحلام ..
وعلي حواف قلبك الصلبة ...
اعرف معني الضياع ..
والاستسلام ...
ويصبح قلبي بداخلي ..
مجرد ..
دماء صدئة !!!!


لماذا حين اري عينيك ...
انطلق ..
الي عوالم الاثير ...
فلا ابقي بين جنباتي ..
اسير ..
لقيود الواقع ..
والامل المستحيل ...
ولماذا ...
حين ابدأ بمجالستك ...
يتسع الكون من حولي ...
فأبقي في عوالم النسيان ..
وحين ارغب في الحنان ...
واهم بملامستك ....
اشعر بانفلاتك الي عوالم الدخان ...
وانظر لما بداخلي ..
فلا اري سوي ...
الخواء ... والهباء ...
والاحزان ؟!!!!


لماذا ...
حين اكون بين ذراعيك ...
اكون وحيداً ...
منكسر الهامة ...
مطأطئ الرأس ؟
لماذا حين يحتوينا العالم ...
ينسحب الامل ...
ويبقي اليأس ...
لماذا ..
تفني حلاوة الايام ..
وتبقي مرارتها ...
نجرعها .. حتي الثمالة ..
لتغيب من عيني العدالة ..
وتشخص ...
رواسب الايام ...
بقاع الكأس ؟!!!!


في الطريق الطويل .. المظلم ...
الدامي ..
في المسافات الفاصلة بين ذاتك ..
وذاتي ..
يضيع الطريق ...
من اقدامي ..
فلا اعرف من انا ...
ولا اعرف من امامي .
وانظر الي حبي ..
طفلي الذي ..
ذهب هناك ...
فلا اجد ..
سوى العظام ... والحطام ...
راقدة علي الاشواك !!!