tamer


لن يكون هناك اشعار ..تلك المرة . 
قررت ان اكتب ما اشعر به ..
صدمتني الاخت ام هريرة بموضوع "حتي لا ننسي غزة .."
وهل ننسي غزة يا أم هريرة ..؟!!!!!
وهل سأنسي مشهد ابني محمد الدرة وهو يموت ؟!!!!
وهل سأنسي مشهد الصغيرة التي ثقبت رصاصة الغدر صدرها ..
فماتت وعلى شفتيها ابتسامة الطفولة البريئة ..؟!!!!
لا ادري لماذا كلما سرت وحدي شعرت بأن جبهتي للارض محنيه !!!
اخجل من نفسي امام نفسي ..
كيف رأيت كل مشاهد العار التي اراها يومياً .. ولا انهار .. ولا يسقط لحم وجهي ..
ابني الصغير الذي يموت هناك .. ممزق .. محترق .. متناثرة اشلاؤه ..
بعد ان خذلته انا وكافة الرجال ..
انني اجبن من ان اري تلك الصور التي تعرضينها سيدتي ...
اجبن من ان افتح عيني امام شاشة التلفاز لاشاهد ابنائي الصغار مقتولين بيد التهاون والتخاذل قبل ان تقتلهم يد الصهيوني ..
كيف احمل لابنتي  الحلوى .. واضحك ..؟!!!
كيف نجلس سوياً انا وزوجتي .. ونتحدث ؟!!!
كيف  انظر في مرآتي .. واعرف ان هذا الانعكاس البادى لرجل حر ؟!!!
كيف .. كيف ..
لن انسي غزة ابداً ... 
وهل يوجد رجل نسي صفعة تلقاها علي وجهه امام الناس ؟!!!!!
لن انسي غزة ابداً ..
فكلما نظرت في وجه ابنائي الصغار تذكرت ابنائي الذين قتلوا هناك ...
اتفقوا ..
انشروا السلام الزائف ...
تعاهدوا ..
تقاتلوا ..
لكن ارجوكم اتركوا الصغار ..
ارجوكم اتركوهم .. فهؤلاء لم يفعلوا شيء ..
لا تقتلوا ابنائي ..
ارجوكم ...
لا تقتلوا الصغار .
tamer

حكاية ... عادية خالص .. ومش مهمة !!!


السيد علي محمد عبد المجيد علوان ..
ناظر بمدرسة كوم الشهيد سليمان ..
الساعة خمسة الفجر .. بعد الادان ..
نزل وقاصد كريم ..
رايح علي شغله ...
اتوبيس تمانيه مهدي ..
ومعدي علي حلوان ..

عجوز قوي السيد عبد المجيد علوان ..
تجاعيد كتيره في وشه ....
وحفرا ليها مكان ...
واقف ورا السواق ...
باصص من الشباك ...
سارح بفكره ف ليالي ..
عدي عليها زمان ...

قال يا سلام !!!
لو ربنا اداني ...
 فلوس كتيرة قوى ..
يجي حتي كام مليون !!!
لأعيش حياتي .. وعمري ... وزماني ...
واركب لي حته شبح ..
او حته سودا عيون !!!


واجيب لي قصر في مارينا ...
وقصر جوا الشروق....
يا حظى مرة اختشي ..
بس عدينا ...
يا عم صحصح بقي ..
كفاية حلم وفوق ..

الواد سلامة اعمله شقة وعيادة ...
والبت غادة حاجهز احلي فرش ...
واقعد انا ف البيت ..
اهي راحة .. وعبادة ..
انا بدي اعمل كدة ..
لكن معنديش قرش ....

والباقي احطه ف بنك ...
واعمل لي كام مشروع ...
اعيش بدخله ..
واسد اللي انا سلفه ..
ماهو لازم احلم ...
ولاكان  ممنوع !!!
الحلم داء للفقير ..
ومالوش دوا عارفه ...

جت المحطة اللي فيها نازل الحالم ...
طوالي راح ماسك ..
 ف حديدة الشباك ...
وعشان ما ينزل م الحديد سالم ..
وسع له سكة ..
من هنا وهناك ...

السيد علي محمد عبد المجيد علوان ..
شغال بيحلم ف ليالي زمان ...
نزل المحطة وماشي ف الروقان ..
لقي قضاه واقف ..
لبس قصاد وشه !!!

عربيه سودا شبح .. وجايه م التوكيل ...
عمره ما شاف زى اختها اتنين ...
سايقها عيل لكن حجمه قد الفيل ...
طار عم سيد منها ..
ع الرصيف مترين ...

جرنال كبير وتحته عم سيد قتيل ..
شهيد لحلمه ..
وعينه باصه لفوق ...
وف الجورنال صورة لقصر جميل ..
يمكن مراقيا ..
مراينا ..
او جوا قلب الشروق !!

tamer

أمامي ...
تراصت الارقام ...
مصفوفة ..
نازلة ... وصاعدة ...
اكتب الايام ...
من عمري ...
بعد ان امحو ...
سني عمرى الخاوية ...
تسقط الارقام ...
تسقط الايام ..
وتتردي ...
بين جنباتي ...
هاوية ...
تراصت الارقام ..
مصفوفة ...
مصفوفة ..
في أعمدة ...
عشر اعوام ..
ضاعت ...
تاهت ...
بلا فائدة ...
وخمسة محيت ...
وخمسة شطبت ...
وخمسة رحلت ..
وانسلت عائدة ...
تراصت الارقام ..
مصفوفة ..
مصفوفة ..
لتمحو سني عمرى الزائدة ...
****
تكبرني ابنتي ...
بستة اعوام كاملة !!!
انظر الي نفسي ..
فتنظر الي ابنتي ..
ذاهلة ..
احاول ان ابدو اباً ..
فترمقني ابنتي ...
سائلة ..
ابي ... هل تحبني ؟!!!
وقبل ان اجيب ...
تشخص السنوات من عمري ..
لتبعدني ...
وتبعدني ..
عن الاجابة الصائبة ..

***
تتعامد عقارب الساعة ...
ليبدأ التساؤل ...
هل العام الذي ولي ..
في تشاؤم ... او تفاؤل ..
له اخر ؟!!!
هل استنسخ الايام ...
من عمري ..
ليمر عام .. وعام ... وعام ..
ثم ابدأ في الكلام ..
عن العمر الذي ولي ...
عن الغرام ..
عن الاشواق ..
عن الفراق ...
عن الاحلام ....
تلك التي غرقت
بين اشلاء الحطام ...
اعواماً عدة ...
ضاعت في هباء ...
وفي نفس الخواء ...
ضاعت اعوام ...
وبذكرياتي ..
شخصت كل الاصنام ...
تلك التي حطمت ..
تلك التي هدمت ..
تلك التي توارت بالظلام ...
اصنام ... اصنام ..
اعوام ... اعوام ...
ارقام .. ارقام ...
تراصت مصفوفة ...مصفوفة ..
 في اعمدة ...
لتعلن اني ..
قد عشت عمري ..
بلا فائدة !!!
tamer



احياناً .. ينتابني شعوراً بالغثيان ...
شعوراً بأني مكبل ..
بقيود الواقع المستحيل ...
قيود العالم الحالي ...
والليل الطويل ...
قيود هذا الزمان ...
بأني أدور بداخل متاهات ..
متاهات ...
احاول حل الغاز السراب ..
واحجية الساعات ...
ثم يسقط في يدي...
وبعد برهة ...
مجرد ثوان ...
اجد أمامي مئات الابواب ...
احاول الهروب ..
احاول الخروج ...
من تلافيف المتاهة ...
لأجد نفسي ...
عاجزاً..
بلا مكان !!!!
*****
بداخلي حبيبتي ...
بداخل ذلك اللاوعي المتناهي ...
في عقلي البسيط الواهي ..
شعوراً بالخواء ...
شعوراً بالاختناق ...
اشعر بفقدان الهواء ...
لماذا لم يعد صدري
ـ الان ـ
قادراً علي الصعود والهبوط ...
والخفقان ؟!!!!
فهل مات بداخلي قلبي ؟!!
من العجز ... والاعياء ..
تتنازعني اهواء شتي ..
فأحاول الوثوب .. والهروب ...
والنسيان .
*****
احياناً حبيبتي ...
امقت هذا العالم ..
المرسوم حولي بدقة متناهية ..
اكره من يؤدون ادوارهم الراقصة .
علي الايقاع اليومي للحياة الذابلة ..
اكره اصحاب الهتاف .. والمصفقين ...
اكره المهنئين ... والمشيعين ...
اكره مساحيق التزييف ... والتزيين ...
حين تخفي تحتها ..
وجوهاً ممسوخة ... شاحبة !!!
واكره خطواتك العجلي ... المسرعة ...
حين تبدأين بها السير ...
آتية ... وذاهبة ..
واكره ذلك العالم الميت ..
خيوط العناكب ...
تلك التي غلفت الوجوه ..
بتلك البسمات المعلبة ...
اكره الكذب ... والتخاذل ...
اكره تساؤلك اليومي ... عن حبي !!!
واكره قلبي .. حين يبدأني التساؤل ...
عن حبك ...
اصادقة انت فيه ام كاذبة ؟!!!
واكره ضوء النهار ...
حين ينير العالم لأشباه الرجال ...
اكره لهيب النار ...
حين ينهش بيتاً او جدار ...
اكره الرصاص ...
حين يخترق صدور النساء ...
والشيوخ ... والاطفال اللاعبة ...
واكره اشياءاً ... لاتدريها !!!
اكره اسمائها ... معانيها !!!
اكره الحياة .. بكل ما فيها ..
من شواخص راسبة !!!
*****
حبيبتي ... الان ...
لم يعد بداخلي شعور الاختناق ...
شعور الانقياد ..
والانسياق ...
شعور الغثيان ....
فعلي جوادي الحر .. الان ..
اغادر الدنيا ..
واحطم ابعاد الزمان ...
وابعاد المكان .
tamer
سامحيني يا أماه ....
فابنك البكر لم يعد من الرجال !!!!
فانا ضد القتال ...
انا يشغلني قوت يومي ...
لأسد رمق الصغار ...
يشغلني الايجار ...
يشغلني البقال ...
والخباز .... والجزار ...
وتشغلني زيادة الاسعار !!!
ولأنني مصري ...
فانا اتبع الحل السلمي ...
واهلل كالاطفال ...
كلما احرزت مصر هدفاً ..
في مرمي السنغال !!!
واتابع بشغف اخبار غزة ...
في نشرات الاخبار ...
أألم لأطفالها ...
أحزن لنسائها ..
وأري حزنها ... باستمرار ...
لكنني ..
سرعان ما أغير التلفاز ..
ـ يا أماه ـ 
لأتابع اسعار النفط ... والدولار !!!
        ****
احياناً يا أماه ..
اشعر داخلي بالاحتلال ...
أشعر بالجوع الي اليوم الذي ...
سأنال فيه الاستقلال ...
ويزداد همي .. كلما 
ـ يا أمي ـ رق الحال ..
ابنك البكر .. لايقم في بيته ..
سمت الرجال !!!
لا يعطي ابنه ... حكمة ...
لا يعط ابنه ... كلمة ...
لا يمنح الصغيرة ... مال !!!
اهكذا يا امي كانت الرجال ؟!!
لكنني ..
اقسم اني اري غزة ..
واري فيها الاطفال ..
قتلي ..
حرقي ...
مكدسين في اكوام ...
لتبدأ طقوس الشجب والاحتجاج ...
والادانة ... والاستنكار ...
تلك التي بدأت من اعوام !!!!
تصرخ نسائها ... ثكلي ..
يصرخ شيوخها ... عجزة ...
لكنني مثلهم عاجز ...
عاجزاً ..
حتي عن القيام ...
لأغير تلك المشاهد ...
واتابع قنوات الاغاني ... والافلام !!!!
    **** 
أماه ...
ما عادت الكلمات تصلح قلبي
 الذي ..
قد افسده الطغاه ...
ما عادت الصرخات .. والصفعات ...
لتغير..
 تعبير البلاهة ..
من وجهي ..
ذاك الذي قد اعتدت مرآه !!!
ما عاد ينبت في ارضي الجدباء زهر ...
او هل يصلح العطار ـ يوماً ـ
ما قد افسده الدهر ؟!!!
يوماً ما .. سأكون رجلاً ..يا أماه ..
سأكون حراً ... يوماً .. بإذن الله ...
سأكسر صمتي ..
وانهض من مكاني ..
لأدخل تلفاز الحياة !!!
احارب الجناة !!!
احارب العصاة !!
احارب لأجلك غزة ...
يوماً ما ...
لكنني ..
لكنني ... الآن يا أماه ..
ذاهباً لاتسول لأطفالي ..
قروشاً بها نقتات ...
فهل اجد عندك ـ يا امي ـ 
لأبنائي ... بعض الفتات ؟!!!!!!!! 
tamer
اقرأ بين عينيك .. كتابك ..
كسيرة القلب انت يا بنتي ...
يقف الكثير علي ابوابك ...
كدمشق ...
حين جاء الغزو ..
يوماً ...
يطلب ارضها ...
مسكينة انت ..
من اعداءك ..
 ومن احبابك ..!!!
كفلسطين ..
حين كانت حرة ..
اني ابتنيت فيها داراً .. واشجاراً ..
ورأيتها ..
تنمو ..
ويظهر فوقها الزيتون ..
حين رويتها ..
وحادثت عنك "ريم" ابنتي ..
ـ تلك ـ التي ماتت ...
في بداية عمرها ..
حين ابتسمت ..
لما ناديت اسمك ..
بدلاً .. من ان انادي اسمها !!!
اليوم ..
حين احاول الدلوف الي اسوارك ..
يمنعني بابك !!!!
محموماً اجري .. تسأل نفسي ..
عن التراب ..
الذي تركه الانفجار ...
عن الدوائر فوق سطح الماء ...
حين القيت فيها بعض الصخور ..
فبدأت بالانشطار ...
عن النجوم ...
حين تهاوت .. وسقطت ..
ببحرك المسجور ..
ولم تحترق !!!!
عن شواهد القبور ..
حين انفتحت يوماً ...
ولم تنغلق !!!!
عن الدم ...
الذي انساب يوماً من الصنبور !!!
عن السماء !!
ومقاصد الاشياء !!
وعظائم الامور !!
لكنني لم اصل ابداً في نهاية الترحال ...
واصبحت صغيرتي ـ بين يدي ـ ..
حفنة من رمال ..
بددها الهواء !!!
فأخذت اجري .. واجري ..
محموماً ..
اقلب صفحات الاسفار ..
عن ذاتي .. ذاتك ...
وابحث ..
عن التراب الذي...
 خلفه الانفجار!!!
tamer
ـ حين تعود في المساء ..
مثخناً بجراحك اليومية ...
تحاول حل الغاز الزمان ..
وقراءة ما بقي من يومك الحزين ..
تضع ذراعك المبتور من العناء .
تحت ابطك الاخر ...
عسي ان يأتي اليوم الذي ..
تصبح فيه انسان ...
لتجد كل ما حولك ..
 قد تحور بأطراف صناعية ..
لتدرك بين الوهم .. والسراب .
انك رغم كل هذا العناء ..
مدان !!!!

2
ـ في هذا العام ..
وفي احزان آيار ..
رحلت حبيبتي الي جنتها ..
وغادرت الديار ..
دمعت اعينها ..
حزمت حقائبها
وانتوت الفرار ...
وحين فاجأتها ..
كانت تلملم اشلاء الثياب ..
وصورتي ..
اخفت بها عورتها ..
وحين ابصرتها ..
 بعد ان نهشتها الذئاب ...
وارتوت الارض من عذريتها ..
ناشدتني ـ قبل الرحيل ـ الثار ..
سألت فارسها المغوار ..
نصرتها ..
لكنني ..
لكنني ..
وياللعار ..
دسست وجهي في جريدة الاخبار ..
كي اطالع بقيتها !!!

منذ عدة اعوام ...
تلاقت مهجتينا ..
فانتشينا ..
وصعدنا للاعلي ...
وتقدمنا للامام ..
لكننا في خضم النشوة ..
واللحظة الحلوة ..
وقفنا برهة ..
نرتب الافكار .. والاحلام ..
فسقطنا
وافترقنا ...
في دياجير الظلام


البحر مات ...
من قال تلك الكلمات ؟!!!
البحر ... مات
وانتحر الهواء ..
وفي المساء ..
كنت عند الشاطئ ..
اواسي الرمال ..
ارقب النجمة الملتاعة في الفضاء ..
البحر ... مات
وعند الفجر ..
 لم تشرق الشمس ..
وانصهر الزبد ..
وعوت النساء ..
كان السواد .. اسراباً ..
توافدت علي هوامش الظل ..
تملأ الساحات ..
وأمامي ..
كفنوا البحر في بعض من ثيابك ..
سجوه .. وافترشوا الطرقات ..
الغيوم تكاتفت ..
الصواعق تكاثفت ..
الجبال تصدعت ..
والموت ... آت !!!
ففي تمام التاسعة .
من صباح هذا العمر ..
اعلن المذياع ..
ان البحر في قلبي .... مات !!!! ..

tamer
وأمام مرأتك ...
تبيض عيناك ..
راسمة مئات الندوب ..
علي وجهك .
تحكي معارك الزمن الجميل !!!
تعلن هزيمتك ..
وانتصار الزمان ...
في معركته الفاصلة !!!
تبدأين في التوازن المستحيل ..
بين محاولة الرقص فوق الحمم عارية ..
وبين محاولة اثارة رجال اخرين !!!
وصدرك الجميل ..
هذا الذي من قبل قد اشتهوه ..
قلبوا فيه ..
امتصوه ..
ثم القوه ..
بعد ان علموا ..
ان بضائعك لم تكن غالية !!
حلمات صدرك من فرط الاستعمال ..
قد اصبحت بالية !!!
فلا يوجد لك الان ..
رأسمال للمتاجرة ..
وها انت امام اول رجل تلقينه ..
تنحنين ..
تواصلين تقديم فروض الولاء ..
والقرابين ..
بكل مثابرة !!!
لم تتعلمي من الزمان ..
حكمته في ايلامك ..
فلقد صادر منك ..
ايامك .. واحلامك ..
وانتهت المصادرة !!!
واهدي الزمان اليك حكمته الاخيرة ..
فلما انت خائفة ؟!!
ان توقف العمر بك يوماً 
فاطمئني ..
لن تموتي واقفة !!!
tamer
هناك اشياء ... واشياء !!!
اشياء لا تشتري ..
واشياء لا تري ..
فما الفرق بين الاشياء ؟!!!
وما حقيقة الاسماء ؟!!!
حين تتأنق في بطاقات ..
وتكتب في اوراق ..
لتصبح مترادفات الجمل .. 
والكلمات ..
وجوهاً .. بلا احداق !!




البعض يقف ...
والبعض يسير .. 
والبعض الاخير ..
يبحث في تلال الذكري ..
 واروقة الحطام ..
عن شئ .. يهزم به صمته ..
يكسر به خوفة ..
أتري سيشعر ..
حين تلفظه المعاني .. ؟!!
فيبقي اسيراً
بين ولادته .. وموته !!!




كلما اشتممت في العطور ... عطراً..
تاقت نفسي لانفاسك ... 
وعيني لمرآك ..
وجسدي لجسدك !!
وحين اهم بملامستك ..
تسألني نفسي عن كنهي ..
فأجد نفسي عاجزاً عن الكلام ...
فأدير رأسي ..
لأخفي عن عينيكي ..
عجزى .. وصمتي ..
وأرحل في سلام !!!


اذا سألك طفلي الساكن في احشائك عني ..
قولي مات !!!!
فأبوك ..
قد هجر الجمع .. وارتحل !!
وحين يصرخ من العجز .. والاعياء ..
قولي له ..
رب السماء .. 
لن ينسي ان يمنحنا يوماً في العشاء ..
خبزاً .. ولبناً .. وعسل !!!

tamer
ـ حين التقت عينانا ... كنت اعلم انها مرتي الاخيرة قبل ان يسلب  حقي في رؤيتها ... كانت تتلقي التهاني من صديقات العمل .. وكنت اتلقي الصفعات من ايامي ، كانت تزين اصبعها الاوسط بخاتم الخطبة الماسي ، متمتعة باكبر قدر ممكن من نظرات الحسد من صويحباتها ، مغلفة وجهها بابتسامة تقول للجميع ( موتوا بغيظكم !!!! ) واثناء قيامي بمداعبة تلك النقطة الوهمية علي البساط امامي وانشغالي بذلك الامر محاولاً الابتعاد عن النظرات المنطلقة من اعين الجميع والمصوبة بكل دقة علي وجهي ، تشكلت امامي احداث النبؤة الثانية والتي سردتها لي عرافتي الساحرة ......

" لن تراك لانك سراب ...
ضلال ... غواية
وتراً ضاعت نغماته ..
ترنيمة فقدت مغزاها ..
وكتاباً .. محيت كلماته ..
لا ...
لن تكون بين الحنايا ..
الا ...
ليفاً .. وقشوراً .. وبقايا ..
تتصاعد انساماً غضه حول الاشياء ..
تتسارع الاشباة .. والاضداد ..
لتلقي نحوك بالسلام ...
تتعثر .. فتسقط..
في محاولات خرقاء ..
حول الهروب من الالم ...
تسعي لتهرب ...
تبغي الفناء في العدم ..
وستبقي انت .. والعدم سواء !!!
وحين تغمض عينيك الي الابد ...
سينسي الجميع امرك .."
tamer
( لماذا "هم" دائماً ؟!!!! )

" تشقي ... لينعموا ..
تحرث في الماء ...
تحلم بالثراء ...
فلماذا يرتعدوا .. حين تبدأ في الغناء ؟!!
وحين تخطو ...
لماذا تخطو  للوراء؟!!
احمل احلامهم العالية ..
ارفع قمم الجبال ..
ـ لأجلهم ـ
واسقط في الهاوية ..
تدنس .. وابقهم شرفاء !!
زين  زيفهم ..
كذبهم ..  رجسهم ..
فلا أجداً غيرك .. رأه !!
اغمض عينيك .. ولتمت ..
لكن ..
هبهم الحياة .
وحين تغمض عينيك الي الابد ...
سينسي الحميع امرك "
tamer
الليلة الاولي ، بعد الثانية والنصف صباحاً
امام النتوء الصخري المقابل لساحل البحر الاحمر
الجمعة الاولي من الشهر العربي
ـ تقابلنا لاول مرة ، امام تلك النار المشتعلة ، والتي اوقدتها جلباً للدفء
تيارات هوائية في غاية البرودة تضرب ظهري من الخلف
وامام اللهب المتراقص ضياؤه علي وجهها ..
شرعت تتمتم بتلك النبرة الحزينة .. وتسرد ما تتنبأ به ..
تلك التغضنات في وجهها ربما تفضح بسهولة عمرها الذي قارب علي المائة ..
ذاك البريق الملتمع بجنون في عينيها .. يجبرك علي عدم التحرك او الالتفات ..
عواء الذئب القادم من بعيد ـ حين تنصت اليه في اهتمام ـ ثم تواصل السرد والحكي ..
يدفعك لان تبقي عينيك مفتوحتين بكامل اتساعهما ..
وحين انهت كامل حديثها ..
اغمضت عينى ، واسندت رأسي للجدار الصخري الذي استرحت اليه ..
متفكراً فيما قالته ..
وحين فتحت عيني لأحاورها ...
لم اجد سوي النيران المتراقصة امامي في تلك "الركية" المعدنية ..
اما هي .. فكأنها لم توجد قط !!!
ـ وحين شرعت في العودة .. كانت كلماتها ... انفاسها ... تهدجها ..
بداخلي يتردد بلا توقف ...
وحين سمعت العواء القادم من اعلي الجبل .. ورفعت رأسي ..
رأيت ذلك السلويت المميز لعجوز قد انحني ظهرها ، وتوكأت علي عصا طويلة
 تبتعد ... وتبتعد ... وتبتعد ..
واصلت سيري ... وكانت نبؤتها الاولي تتشكل امامي ..
tamer
دائماً ما اشعر ـ شأن اي جوزائي ـ بأنني شخصين منفصلين يرتبطان سوياً بذات الشكل والملامح والاسم ، ويختلفان في الصفات والافكار والمعتقدات ، ربما يهمس البعض بأن تلك الحالة هي احدى حالات الجنون المتقدم ، وان جلستين كهربا فيهم الشفا !!! وربما يردد اخر بأن المصحات النفسية تقدم دائماً المكان المناسب لمن هم في مثل حالتي !!! وربما يمكنك القول وانت تعبث بازارر الكيبورد لتغير الصفحة " ربنا يشفي !!!" ربما كان كل هذا ممكنا ً ...
من اجل هذا .. بدأت العمل في تلك المدونة ، ليتشارك معي كل من يشعر بأنه مختلف ، لكل من يشعر بداخله بشعور غريب لا يدري كنهه ، فتلك المدونة هي اقرب لجلسات الفضفضة !! دعونا نتشارك الاعمال الادبية شعراً او نثراً ، قصة ، موقف ، تساؤل ، الشرط الوحيد فقط هو ان تستشعر بأنك مختلف عن الاخرين