tamer


لن يكون هناك اشعار ..تلك المرة . 
قررت ان اكتب ما اشعر به ..
صدمتني الاخت ام هريرة بموضوع "حتي لا ننسي غزة .."
وهل ننسي غزة يا أم هريرة ..؟!!!!!
وهل سأنسي مشهد ابني محمد الدرة وهو يموت ؟!!!!
وهل سأنسي مشهد الصغيرة التي ثقبت رصاصة الغدر صدرها ..
فماتت وعلى شفتيها ابتسامة الطفولة البريئة ..؟!!!!
لا ادري لماذا كلما سرت وحدي شعرت بأن جبهتي للارض محنيه !!!
اخجل من نفسي امام نفسي ..
كيف رأيت كل مشاهد العار التي اراها يومياً .. ولا انهار .. ولا يسقط لحم وجهي ..
ابني الصغير الذي يموت هناك .. ممزق .. محترق .. متناثرة اشلاؤه ..
بعد ان خذلته انا وكافة الرجال ..
انني اجبن من ان اري تلك الصور التي تعرضينها سيدتي ...
اجبن من ان افتح عيني امام شاشة التلفاز لاشاهد ابنائي الصغار مقتولين بيد التهاون والتخاذل قبل ان تقتلهم يد الصهيوني ..
كيف احمل لابنتي  الحلوى .. واضحك ..؟!!!
كيف نجلس سوياً انا وزوجتي .. ونتحدث ؟!!!
كيف  انظر في مرآتي .. واعرف ان هذا الانعكاس البادى لرجل حر ؟!!!
كيف .. كيف ..
لن انسي غزة ابداً ... 
وهل يوجد رجل نسي صفعة تلقاها علي وجهه امام الناس ؟!!!!!
لن انسي غزة ابداً ..
فكلما نظرت في وجه ابنائي الصغار تذكرت ابنائي الذين قتلوا هناك ...
اتفقوا ..
انشروا السلام الزائف ...
تعاهدوا ..
تقاتلوا ..
لكن ارجوكم اتركوا الصغار ..
ارجوكم اتركوهم .. فهؤلاء لم يفعلوا شيء ..
لا تقتلوا ابنائي ..
ارجوكم ...
لا تقتلوا الصغار .
tamer

حكاية ... عادية خالص .. ومش مهمة !!!


السيد علي محمد عبد المجيد علوان ..
ناظر بمدرسة كوم الشهيد سليمان ..
الساعة خمسة الفجر .. بعد الادان ..
نزل وقاصد كريم ..
رايح علي شغله ...
اتوبيس تمانيه مهدي ..
ومعدي علي حلوان ..

عجوز قوي السيد عبد المجيد علوان ..
تجاعيد كتيره في وشه ....
وحفرا ليها مكان ...
واقف ورا السواق ...
باصص من الشباك ...
سارح بفكره ف ليالي ..
عدي عليها زمان ...

قال يا سلام !!!
لو ربنا اداني ...
 فلوس كتيرة قوى ..
يجي حتي كام مليون !!!
لأعيش حياتي .. وعمري ... وزماني ...
واركب لي حته شبح ..
او حته سودا عيون !!!


واجيب لي قصر في مارينا ...
وقصر جوا الشروق....
يا حظى مرة اختشي ..
بس عدينا ...
يا عم صحصح بقي ..
كفاية حلم وفوق ..

الواد سلامة اعمله شقة وعيادة ...
والبت غادة حاجهز احلي فرش ...
واقعد انا ف البيت ..
اهي راحة .. وعبادة ..
انا بدي اعمل كدة ..
لكن معنديش قرش ....

والباقي احطه ف بنك ...
واعمل لي كام مشروع ...
اعيش بدخله ..
واسد اللي انا سلفه ..
ماهو لازم احلم ...
ولاكان  ممنوع !!!
الحلم داء للفقير ..
ومالوش دوا عارفه ...

جت المحطة اللي فيها نازل الحالم ...
طوالي راح ماسك ..
 ف حديدة الشباك ...
وعشان ما ينزل م الحديد سالم ..
وسع له سكة ..
من هنا وهناك ...

السيد علي محمد عبد المجيد علوان ..
شغال بيحلم ف ليالي زمان ...
نزل المحطة وماشي ف الروقان ..
لقي قضاه واقف ..
لبس قصاد وشه !!!

عربيه سودا شبح .. وجايه م التوكيل ...
عمره ما شاف زى اختها اتنين ...
سايقها عيل لكن حجمه قد الفيل ...
طار عم سيد منها ..
ع الرصيف مترين ...

جرنال كبير وتحته عم سيد قتيل ..
شهيد لحلمه ..
وعينه باصه لفوق ...
وف الجورنال صورة لقصر جميل ..
يمكن مراقيا ..
مراينا ..
او جوا قلب الشروق !!

tamer

أمامي ...
تراصت الارقام ...
مصفوفة ..
نازلة ... وصاعدة ...
اكتب الايام ...
من عمري ...
بعد ان امحو ...
سني عمرى الخاوية ...
تسقط الارقام ...
تسقط الايام ..
وتتردي ...
بين جنباتي ...
هاوية ...
تراصت الارقام ..
مصفوفة ...
مصفوفة ..
في أعمدة ...
عشر اعوام ..
ضاعت ...
تاهت ...
بلا فائدة ...
وخمسة محيت ...
وخمسة شطبت ...
وخمسة رحلت ..
وانسلت عائدة ...
تراصت الارقام ..
مصفوفة ..
مصفوفة ..
لتمحو سني عمرى الزائدة ...
****
تكبرني ابنتي ...
بستة اعوام كاملة !!!
انظر الي نفسي ..
فتنظر الي ابنتي ..
ذاهلة ..
احاول ان ابدو اباً ..
فترمقني ابنتي ...
سائلة ..
ابي ... هل تحبني ؟!!!
وقبل ان اجيب ...
تشخص السنوات من عمري ..
لتبعدني ...
وتبعدني ..
عن الاجابة الصائبة ..

***
تتعامد عقارب الساعة ...
ليبدأ التساؤل ...
هل العام الذي ولي ..
في تشاؤم ... او تفاؤل ..
له اخر ؟!!!
هل استنسخ الايام ...
من عمري ..
ليمر عام .. وعام ... وعام ..
ثم ابدأ في الكلام ..
عن العمر الذي ولي ...
عن الغرام ..
عن الاشواق ..
عن الفراق ...
عن الاحلام ....
تلك التي غرقت
بين اشلاء الحطام ...
اعواماً عدة ...
ضاعت في هباء ...
وفي نفس الخواء ...
ضاعت اعوام ...
وبذكرياتي ..
شخصت كل الاصنام ...
تلك التي حطمت ..
تلك التي هدمت ..
تلك التي توارت بالظلام ...
اصنام ... اصنام ..
اعوام ... اعوام ...
ارقام .. ارقام ...
تراصت مصفوفة ...مصفوفة ..
 في اعمدة ...
لتعلن اني ..
قد عشت عمري ..
بلا فائدة !!!
tamer



احياناً .. ينتابني شعوراً بالغثيان ...
شعوراً بأني مكبل ..
بقيود الواقع المستحيل ...
قيود العالم الحالي ...
والليل الطويل ...
قيود هذا الزمان ...
بأني أدور بداخل متاهات ..
متاهات ...
احاول حل الغاز السراب ..
واحجية الساعات ...
ثم يسقط في يدي...
وبعد برهة ...
مجرد ثوان ...
اجد أمامي مئات الابواب ...
احاول الهروب ..
احاول الخروج ...
من تلافيف المتاهة ...
لأجد نفسي ...
عاجزاً..
بلا مكان !!!!
*****
بداخلي حبيبتي ...
بداخل ذلك اللاوعي المتناهي ...
في عقلي البسيط الواهي ..
شعوراً بالخواء ...
شعوراً بالاختناق ...
اشعر بفقدان الهواء ...
لماذا لم يعد صدري
ـ الان ـ
قادراً علي الصعود والهبوط ...
والخفقان ؟!!!!
فهل مات بداخلي قلبي ؟!!
من العجز ... والاعياء ..
تتنازعني اهواء شتي ..
فأحاول الوثوب .. والهروب ...
والنسيان .
*****
احياناً حبيبتي ...
امقت هذا العالم ..
المرسوم حولي بدقة متناهية ..
اكره من يؤدون ادوارهم الراقصة .
علي الايقاع اليومي للحياة الذابلة ..
اكره اصحاب الهتاف .. والمصفقين ...
اكره المهنئين ... والمشيعين ...
اكره مساحيق التزييف ... والتزيين ...
حين تخفي تحتها ..
وجوهاً ممسوخة ... شاحبة !!!
واكره خطواتك العجلي ... المسرعة ...
حين تبدأين بها السير ...
آتية ... وذاهبة ..
واكره ذلك العالم الميت ..
خيوط العناكب ...
تلك التي غلفت الوجوه ..
بتلك البسمات المعلبة ...
اكره الكذب ... والتخاذل ...
اكره تساؤلك اليومي ... عن حبي !!!
واكره قلبي .. حين يبدأني التساؤل ...
عن حبك ...
اصادقة انت فيه ام كاذبة ؟!!!
واكره ضوء النهار ...
حين ينير العالم لأشباه الرجال ...
اكره لهيب النار ...
حين ينهش بيتاً او جدار ...
اكره الرصاص ...
حين يخترق صدور النساء ...
والشيوخ ... والاطفال اللاعبة ...
واكره اشياءاً ... لاتدريها !!!
اكره اسمائها ... معانيها !!!
اكره الحياة .. بكل ما فيها ..
من شواخص راسبة !!!
*****
حبيبتي ... الان ...
لم يعد بداخلي شعور الاختناق ...
شعور الانقياد ..
والانسياق ...
شعور الغثيان ....
فعلي جوادي الحر .. الان ..
اغادر الدنيا ..
واحطم ابعاد الزمان ...
وابعاد المكان .