tamer
الليلة الاولي ، بعد الثانية والنصف صباحاً
امام النتوء الصخري المقابل لساحل البحر الاحمر
الجمعة الاولي من الشهر العربي
ـ تقابلنا لاول مرة ، امام تلك النار المشتعلة ، والتي اوقدتها جلباً للدفء
تيارات هوائية في غاية البرودة تضرب ظهري من الخلف
وامام اللهب المتراقص ضياؤه علي وجهها ..
شرعت تتمتم بتلك النبرة الحزينة .. وتسرد ما تتنبأ به ..
تلك التغضنات في وجهها ربما تفضح بسهولة عمرها الذي قارب علي المائة ..
ذاك البريق الملتمع بجنون في عينيها .. يجبرك علي عدم التحرك او الالتفات ..
عواء الذئب القادم من بعيد ـ حين تنصت اليه في اهتمام ـ ثم تواصل السرد والحكي ..
يدفعك لان تبقي عينيك مفتوحتين بكامل اتساعهما ..
وحين انهت كامل حديثها ..
اغمضت عينى ، واسندت رأسي للجدار الصخري الذي استرحت اليه ..
متفكراً فيما قالته ..
وحين فتحت عيني لأحاورها ...
لم اجد سوي النيران المتراقصة امامي في تلك "الركية" المعدنية ..
اما هي .. فكأنها لم توجد قط !!!
ـ وحين شرعت في العودة .. كانت كلماتها ... انفاسها ... تهدجها ..
بداخلي يتردد بلا توقف ...
وحين سمعت العواء القادم من اعلي الجبل .. ورفعت رأسي ..
رأيت ذلك السلويت المميز لعجوز قد انحني ظهرها ، وتوكأت علي عصا طويلة
 تبتعد ... وتبتعد ... وتبتعد ..
واصلت سيري ... وكانت نبؤتها الاولي تتشكل امامي ..
0 تعليقات

إرسال تعليق