tamer
ـ حين التقت عينانا ... كنت اعلم انها مرتي الاخيرة قبل ان يسلب  حقي في رؤيتها ... كانت تتلقي التهاني من صديقات العمل .. وكنت اتلقي الصفعات من ايامي ، كانت تزين اصبعها الاوسط بخاتم الخطبة الماسي ، متمتعة باكبر قدر ممكن من نظرات الحسد من صويحباتها ، مغلفة وجهها بابتسامة تقول للجميع ( موتوا بغيظكم !!!! ) واثناء قيامي بمداعبة تلك النقطة الوهمية علي البساط امامي وانشغالي بذلك الامر محاولاً الابتعاد عن النظرات المنطلقة من اعين الجميع والمصوبة بكل دقة علي وجهي ، تشكلت امامي احداث النبؤة الثانية والتي سردتها لي عرافتي الساحرة ......

" لن تراك لانك سراب ...
ضلال ... غواية
وتراً ضاعت نغماته ..
ترنيمة فقدت مغزاها ..
وكتاباً .. محيت كلماته ..
لا ...
لن تكون بين الحنايا ..
الا ...
ليفاً .. وقشوراً .. وبقايا ..
تتصاعد انساماً غضه حول الاشياء ..
تتسارع الاشباة .. والاضداد ..
لتلقي نحوك بالسلام ...
تتعثر .. فتسقط..
في محاولات خرقاء ..
حول الهروب من الالم ...
تسعي لتهرب ...
تبغي الفناء في العدم ..
وستبقي انت .. والعدم سواء !!!
وحين تغمض عينيك الي الابد ...
سينسي الجميع امرك .."
tamer
( لماذا "هم" دائماً ؟!!!! )

" تشقي ... لينعموا ..
تحرث في الماء ...
تحلم بالثراء ...
فلماذا يرتعدوا .. حين تبدأ في الغناء ؟!!
وحين تخطو ...
لماذا تخطو  للوراء؟!!
احمل احلامهم العالية ..
ارفع قمم الجبال ..
ـ لأجلهم ـ
واسقط في الهاوية ..
تدنس .. وابقهم شرفاء !!
زين  زيفهم ..
كذبهم ..  رجسهم ..
فلا أجداً غيرك .. رأه !!
اغمض عينيك .. ولتمت ..
لكن ..
هبهم الحياة .
وحين تغمض عينيك الي الابد ...
سينسي الحميع امرك "
tamer
الليلة الاولي ، بعد الثانية والنصف صباحاً
امام النتوء الصخري المقابل لساحل البحر الاحمر
الجمعة الاولي من الشهر العربي
ـ تقابلنا لاول مرة ، امام تلك النار المشتعلة ، والتي اوقدتها جلباً للدفء
تيارات هوائية في غاية البرودة تضرب ظهري من الخلف
وامام اللهب المتراقص ضياؤه علي وجهها ..
شرعت تتمتم بتلك النبرة الحزينة .. وتسرد ما تتنبأ به ..
تلك التغضنات في وجهها ربما تفضح بسهولة عمرها الذي قارب علي المائة ..
ذاك البريق الملتمع بجنون في عينيها .. يجبرك علي عدم التحرك او الالتفات ..
عواء الذئب القادم من بعيد ـ حين تنصت اليه في اهتمام ـ ثم تواصل السرد والحكي ..
يدفعك لان تبقي عينيك مفتوحتين بكامل اتساعهما ..
وحين انهت كامل حديثها ..
اغمضت عينى ، واسندت رأسي للجدار الصخري الذي استرحت اليه ..
متفكراً فيما قالته ..
وحين فتحت عيني لأحاورها ...
لم اجد سوي النيران المتراقصة امامي في تلك "الركية" المعدنية ..
اما هي .. فكأنها لم توجد قط !!!
ـ وحين شرعت في العودة .. كانت كلماتها ... انفاسها ... تهدجها ..
بداخلي يتردد بلا توقف ...
وحين سمعت العواء القادم من اعلي الجبل .. ورفعت رأسي ..
رأيت ذلك السلويت المميز لعجوز قد انحني ظهرها ، وتوكأت علي عصا طويلة
 تبتعد ... وتبتعد ... وتبتعد ..
واصلت سيري ... وكانت نبؤتها الاولي تتشكل امامي ..
tamer
دائماً ما اشعر ـ شأن اي جوزائي ـ بأنني شخصين منفصلين يرتبطان سوياً بذات الشكل والملامح والاسم ، ويختلفان في الصفات والافكار والمعتقدات ، ربما يهمس البعض بأن تلك الحالة هي احدى حالات الجنون المتقدم ، وان جلستين كهربا فيهم الشفا !!! وربما يردد اخر بأن المصحات النفسية تقدم دائماً المكان المناسب لمن هم في مثل حالتي !!! وربما يمكنك القول وانت تعبث بازارر الكيبورد لتغير الصفحة " ربنا يشفي !!!" ربما كان كل هذا ممكنا ً ...
من اجل هذا .. بدأت العمل في تلك المدونة ، ليتشارك معي كل من يشعر بأنه مختلف ، لكل من يشعر بداخله بشعور غريب لا يدري كنهه ، فتلك المدونة هي اقرب لجلسات الفضفضة !! دعونا نتشارك الاعمال الادبية شعراً او نثراً ، قصة ، موقف ، تساؤل ، الشرط الوحيد فقط هو ان تستشعر بأنك مختلف عن الاخرين